الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة كتاب "تحت راية العُقاب- سلفيون جهاديون تونسيون" لهادي يحمد: رصد لظاهرة السلفية الجهادية

نشر في  13 مارس 2015  (14:59)

إحتضن مقر نقابة الصحافيين صباح اليوم الجمعة 13 مارس لقاءً لتقديم كتاب "تحت راية العُقاب- سلفيون جهاديون تونسيون" الذي صدر منذ أيام عن الصحفي هادي يحمد.. وتولى الاعلامي يوسف الوسلاتي تقديم الكاتب قائلا إن الساحة الاعلامية التونسية افتقدت يحمد بعد أن هاجر في ظروف وملابسات غامضة سنة 2002 بعد نشره في مجلّة حقائق لتحقيق حول السجون التونسية.

واضاف الوسلاتي أننا نكتشف فيه اليوم جانب الكاتب الصحفي الذي أدرك بحدسه وبمهنيته، المواضيع الشائكة التي تشغل المجتمع، "فالهادي يحمد يكتب لا لاستعراض عضلاته وإنما إستجابة لإنتظارات القارىء". وقال الوسلاتي إن هادي يحمد يمثل جيلا من الاعلاميين لا ينقل الأفكار ولا يشغل خطة كاتب عمومي لدى المسؤولين، بل هو من طينة قادة الرأي العام الذين يفككون ويدرسون أبعاد القضايا التي تهز المجتمع على غرار موضوع الإرهاب.

ومن جهته قدّم الكاتب بسطة حول مؤلفه، معربا عن أمله في عودة الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري سالمين إلى ارض الوطن. وقال يحمد إن فكرة تأليف الكتاب انطلقت مباشرة بعد الثورة عندما شعر بأن ظاهرة السلفية الجهادية سيكون لها تأثير كبير على المشهد التونسي، مبينا أنّ كتابه حصيلة 4 سنوات من العمل والتدقيق حول ظاهرة الإسلام السياسي الذي يعتمد على العنف أو الجهاد. وقال يحمد إنه إستوحى صورة غلاف الكتاب من الراية التي يستعملها السلفيون الجهاديون والتي تحمل ختم النبوة مع شعار الله والرسول محمد.

وجاء الكتاب في 245 صفحة وفي 7 فصول، كما يضم مجموعة من الملاحق وهي عبارة عن حوارات أجراها يحمد مع زعيم تيار أنصار الشريعة سيف الله بن حسين شهر أبو عياض سنة 2011 وكذلك مع أبو أيوب الذي التقاه بمسجد بوادي الليل في فيفري 2012. وتضم الملاحق أيضا وثائق لتحقيقات أجريت مع التونسيين الذين اعتقلوا في غوانتنامو وما يعرف بـ"وثائق سنجار" وهي وثائق لمقاتلين تونسيين انخرطوا في صفوف الدولة الإسلامية.

وبيّن هادي يحمد انه انطلق من حادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد بتاريخ 06 فيفري 2013، هذا الحدث الذي زلزل المشهد السياسي التونسي ليرصد ظاهرة السلفية الجهادية، معتبرا أنّه ستكون لها تداعيات مستقبلية ولن نتخلص منها بسهولة مضيفا أنّ هذه الظاهرة في مسارها التاريخي تفترض هزات جديدة.

ومن جهة أخرى قال الكاتب انه انتهج أسلوبا صحفيا غير دارج في محاولة منه لاستقصاء ظاهرة السلفية الجهادية وتداعياتها العنيفة. وتساءل يحمد "ما الذي دفع بأنصار الشريعة الى الالتجاء إلى العمل المسلح" ناهيك أن قادته ما فتؤوا يؤكدون أن تونس ارض دعوة وليست بأرض جهاد.

وفي سؤال طرحه عليه موقع "الجمهورية" حول تقديره لتوقيت قرار وزارة الداخلية تصنيف تنظيم أنصار الشريعة كمجموعة إرهابية بتاريخ 27 جويلية 2013، وإذا ما كان هذا القرار متأخرا، صرح يحمد أنّه كان من بين المقتنعين بأنّ السلطة تباطأت في اخذ هذا القرار وأنها حاولت استعمال هؤلاء كعصا غليظة لكن لم يكن هذا الأمر موفقا. وأضاف يحمد "لا اعتقد أنهم كانوا غير واعين بخطورة التيار".

ودعا الكاتب الدولة الى تقويم وإصلاح المنظومة السجنية وتوفير إطار للمراجعات حتى يتمكن أنصار التيار من مراجعة كل ما يتعلق بالعنف. ونادى بضرورة تفكيك نواتات العنف لأن التيار التونسي حديث النشوء والتجربة التونسية لا تحتوي تنظيرات بل تستمد مرجعيتها من المرجعيات المشرقية (الظواهري، المقدسي، الطرطوسي). وشدد يحمد على أهمية دور الدولة لافتا النظر الى توفر بيئة حاضنة وخصبة لانتشار فكر هذا التيار في السجون.

وفي هذا الصدد أكد الكاتب والمحلل السياسي باسل ترجمان بأن المعالجة الأمنية ليست كافية وانّ المراجعات هي الأخرى غير كافية -بل هي حل جزئي- لان هنالك تربة ملائمة متوفرة خارج السجون لتنشئة أجيال تتبنى هذا الفكر وتدافع عنه. وأضاف ترجمان انه لا يجب أن ننسى أن أول من قاوم بالمراجعة هو أول من نقضها، مشيرا إلى بعض القادة الليبيين الذين يؤمنون بأنّ تطبيق الشريعة سيتم غصبا او غصبا. ونادى ترجمان ببعث مشروع إعلامي ثقافي يذهب في اتجاه طرح بديل عن هذه الثقافة السائدة. 

 

شيراز بن مراد